نظريات علم الجمال عند الفيلسوف تولستوي
الفيلسوف ليو تولستوي
ولد ليو تولستوي فى مقاطعة جنوب مدينة موسكو عام 1828م، . ووالده هو الكونت نيكولاس تولستوي، وأمه الأميرة ماريا فولكونسكي، وكانت أسرة والدته من أول أسرة حاكمه ورد أسمها في التاريخ الروسي، ولقد توفيت والدة تولستوي عندما كان عمره سنتين، و توفي والد تولستوي في صيف عام 1837م، وفي عام 1844 ألتحق بجامعة كازان ليدرس اللغات الشرقية العربية والتركية، بغية أن يلتحق في النهاية بالسلك الدبلوماسي.
ولقد كان تولستوي مقدراً للثقافة العربية فلقد عرف الحكايات العربية منذ طفولته، و لقد قرأ العديد من الحكايات العربية التى أثرت فية وتركت أثراً كبيراً منها حكاية علاء الدين و المصباح السحرى، و ألف ليلة وليلة، وحكاية على بابا والأربعون حرامى، و حكاية قمر الزمان بين الملك شهرمان
و من أعمالة رواية الحرب والسلام و هى رواية طويلة، و رواية البعث وهى رواية طويلة، و رواية أنا كارنينا و هى رواية طويلة، والطفولة والصبا والشباب و هى سيرة ذاتية طويلة و رواية الحاج مراد و هى رواية قصيرة ، و رواية موت إيفان إيليتش و هى رواية قصيرة، و رواية الرب يرى الحقيقة لكنه ينتظر و هى قصة قصيرة، و مسرحية قوة الظلام ، و مسرحية الجثة الحية، و كتاب مملكة الرب داخلك و هو كتاب فلسفي.
تعريفات الفيلسوف تولستوي للفن
• للفن تأثير على الحياة يجعله غير مستقل عن مجال الدين والأخلاق، إنه قوة فعالة يمكن أن ترفع الإنسان إلى الآفاق وتنحط به إلى أحط المستويات.
• تعريفه للفن، هو تعريف ينادى عن الأخذ بالتصورات التى تدور حول فكرة الجمال الغامضة أو التعريفات الاذية التى تعرف الفن بأنه ما يشبع فى الانسان لذات معينة.
• وإنما يعرف تولستوي الفن بأنه نشاط إنفعالى أو هو بمعنى أدق لغة وتوصيل للانفعالات.
• وعرف الفن بأنه نوع من اللغة هو تعريف أخذ به أكثر مذاهب علم الجمال الحديث.
• قال أن الفن هو توصيل للانفعالات ووظيفته بالتالى تشبه وظيفة اللغة، ولكن فى حين تقدم اللغة الأفكار يقدم الفن الانفعالات والعواطف بين أفراد المجتمع بواسطة الكلمات أو الأوان، ولا يقتصر الاتصال الذى يقوم به الفن بين افراد المجتمع بعضهم وبعض، بل يقوم بمهمة التواصل بين الأجيال المختلفة بل تتصل الحضارات ماضيها بحاضرها وحاضرها بمستقبلها يقول:
– إن الناس سوف تفهم معنى الفن إذا كفوا عن تصور أن غاية هذا النشاط هو الجمال أو اللذة، ففى مظهره الذاتى يكون الجمال هو فى الشعور بلذة معينة، وفى مظهره الموضوعى هو الكمال الذى نحصل عند إدراكه بلذة معينة فتعريفات الفن التى تستند على فكرة الجمال تنتهى الى أنه انواع من اللذة، إن وظيفة الفن هى أن تبعث فى الغير شعوراً سبق لنا ان عانيناه بواسطة الحركات أو الألوان أو الأصوات أو الصور اللغوية إنه وسيلة اتحاد بين الناس لا غنى عنها لتقديم الأفراد والمجتمعات.
نظريات علم الجمال عند الفيلسوف تولستوي
• وقد استمد تولستوي معاييره فى النقد الفنى بالاعتماد على هذه المهمة التى حددها للعمل الفنى فرأى أن انتشار العمل الفنى هو مقياس لأصالته وجودته، أما إقتصاره على فئة ضيقة أو طبقة محددة فإنما هو دليل على زيفه وعدم أصالته يقول مفسراً معياره هذا فى النقد الفنى:
– عندما نقول إن عملاً فنيا ما جيد ولكنة غير مفهوم لاغلبية الناس قانما يشبة قولنا ان نوعا ما من الطعام شهى جدا ولكن اكثر الناس لا يمكن تذوقة . ان العمل الفنى الاصيل لا يحتاج لتربية عقلية.
– يمكن للفلاح البسيط ان يفهم العمل الفنى الجيد و قد لا يفهمة المثقف المنحرف عن الدين .
– لا يمكن ان يكون العمل الفنى موضع تفسير لانة لو كان نم الممكن تفسيرة باللغة العادية لعبر عنة الفنان باللغة و الكلمات .
– العمل الفنى الاصيل يلغى الفواصل بين الفنان و المتذوق فى التقارب و الاتصال تكون قوة الفن انتهى تولستوي الى ضرورة الثقة الكاملة فى ذوق العامة البسطاء من الناس .
اقرأ ايضاً: مفاهيم الجمال و نظريات علم الجمال عند الفلاسفة
تولستوي والفن
- اقصى تولستوي روائع الفن فى الحضارة الاوربية منذ النهضة حتى ايامة فاستبعد موسيقى الاوبرا المعاصرة له و حمل على موسيقى فاجنر بوجة خاص لاغراقة فى التعقيد الدرامى و محاولتة احياء الدراما الاغريقية البعيدة عن فهم الجماهير الشعبية بل ذهب تولستوي فى تشدده الاخلاقى الى حد رفض السنفونية التاسعة لبتهوفن رغم ما انطوت علية من مضمون انسانى عظيم .
- كذلك استبعد الكوميديا الالهية و معظم شعر شكسبير و جوتة ويبدو من كل هذا ان تولستوي قد تورط الى ابعد حد فى تمسكة بمعيار فى النقد لا يحاول الارتفاع بذوق الجمهور الى فهم اروع اثار الحضارة الغربية و لعل دافعة الى ذلك هو محاولة تطبيق فلسفتة الاجتماعية فى العدالة والمساواة على مجال الفن .
- المعيار الذى اخذ بة تولستوي فى النقد الفنى انما هو معيار كمى بقدر قيمة العمل الفنى بعدد الرؤس التى تتاثر به و بناء علية ينقلب كثير من القيم الفنية الاصيلة حين تستبدل الاصالة بالسهولة لذلك يفضل الناس الاغانى الشعبية الشائعة فى ريف بلد ما قيمه اكبر من اوبرا موزارت او مسرحيات شكسبير .
- تهم تولستوي بالاسائة الى الفن و الذوق لتوكيل مهمة تقيم الاعمال الفنية لذوق الجمهور فاما ان ينجح العمل الفنى او يفشل .
- اهم الاسباب التى دفعت تولستوي الى التورط فى هذه الاراء عن النقد الفنى ترجع الى راية فى علاقة الفن بالدين فقال اذا قربت المشاعر التى يوصلها الفن الى الناس المثل التى تدعو اها اديانهم كانت هذه المشاعر جيدة اما اذا عارضتة فهى سيئة .
- عندما يدعو الفن الى السمو الروحانى فانة يصبح فى متناول الجميع فواحد من امرين :
– اما الفن لم يعد حيويا او ان ما نسمية فنا ليس هو الفن - اقام تولستوي معيار ه الشكلى الذى قيم به الفن على اساس درجة سريانة فى الجمهور .
- رغم ما تورط فية تولستوي من اراء بدت سذاجتها فى مجال النقد الفنى الا ان فكرتة عن قيمة الفن عموما ايجابية حين رفض ان يكون الفن مجرد تامل او رؤية تشع اللذة فى الانسان و انما هو اداة لتحقيق القيم الديمقراطية بين افراد المجتمع.
- عرف تولستوي الفن بانة نقل للمشاعر فى حين ان اللغة تنقل الافكار.
الجمال عند تولستوي
- كل زمن وكل مجتمع وجد دائما حس دينى سائد بين افراد المجتمع وان هذا الحس الدينى هوالذى يحدد قيمة الانفعالات التى ينقلها لنا الفن.
- اما عن اراء تولستوي الجمالية فقد تسامت فى راى لوكاتش الى ارفع المستويات بما اظهرتة من التكامل الانسانى ضد التشويهات المصاحبة للمدنية الراسمالية.
- يتنبا تولستوي فى احلامة الطوبائية عن مستقبل بلا كائنات طفيلية و بفن يكون قادر فى المستقبل على ان يكون مفهوم من اى عامل و يلاحظ ان راى تولستوي مجرد خلط فوضوى لا يوجد فية مقياس لما هو صواب و ما هو خطا و كثير ما تظهر بعض الاعمال الفنية الكاذبة بسبب تفوقها التكنيكى اعلى واسمى فنيا من الاعمال الاكثر اصالة و ما من رجل من رجال الادب او الجمال يمكنة ان يجد معيارا لذلك و لكن الفلاح بما له من ذوق لم يفسد يستطيع ان يميز العمل الصورى الكاذب من العمل الاصيل.
- انقذ تولوستوى التنقاليد الخاصة بالواقعين العظماء وواصلها وطورها الى ابعد مدى فى شكل مجسد و محورى فى عصر تدهورت فية الواقعية الى نزعة طبيعية او شكلية .
- لقد انقذ الفكرة القائلة بان الفن العظيم يضرب بجذوره فى نفوس الجماهير بطريقة لا يمكن انتزاعه منها وانه لابد ان يموت اذا ما اقتلع من تربتة وان سمو الشكل الفنى يرتبط بشعبية الشكل والمضمون ارتباطا لا يمكن ان ينفصل هنا تكمن الجدارة الخالدة لمذهبه الجمالى .
- مذهب الواقعية الاشتراكية التى اكدت ضرورة توجية الثقافة والفن لخدمة الشعوب التى حرمت منها حقبا طويلة من الزمان وبينت الارتباط بين الفن والطبقة الحاكمة على مدى التاريخ .
اذا كان الفن الحديث قد عكس لنا الكثير من ملامح حياة الشعوب واثر التكنولوجيا على الفنون المختلفة فظهرت الموسيقى الاكترونية والاسلوب التلغرافى فى القصة والتصوير الضوئى او
فن التصوير البصرى ولكن لم يتمكن الفن الغربى من ان يصل الى تحقيق حلم تولستوي بان يكون مفهوما لدى الجميع .
العمل الفنى من وجهة نظر الفيلسوف تولستوي
العمل الفنى ليس اداة لتقديم الواقع وانما هو حقيقية مستقلة علينا ان نباعد بينة وبين الحياة الواقعية لنفهم الفكرة الخاصة بالفنان انة اسلوب وفكرة جديدة انة لايس صورة للواقع وانما هو بدورة واقع اخر يضاف الى واقع الحياة ومنهنا فقد تميز الفن بانة قد تجرد عن العنصر الانسانى وتذوقة يحتاج الى مسافة معينة حتى نستطيع ان نقيم العمل الفنى لقد اصبح سخرية من الواقع وتحريفا له .
لعل هذا الاتجاة الذى سار علية الفن الحديث يفسر لنا كيف ان الفن قد اصبح نوعا من التخصص لا يخاطب الا ذوى الاحساس المدرب لانه لغه تخاطب من تعلمها وفهمها. بناء على هذا التفسير نقول ان الفن يستمد جذورة من الحياة ولكن ليس هو الحياة وانما هو اضافة الى الحياة .
تطبيقات ليو تولستوي
أولاً : الفن
مجالس بيت السحيمى، أنتشرت فى كل طبقات المجتمع وأستخدمت بكثرة وهذا يدل على أنه فن.
الكراسى الكلاسيكية والمودرن ال L Shape، نوعان مختلفان أنتشروا بكثرة وهذا يعبر عن نجاحهم.
ثانياً : اللافن
كرسى ماكنتوش وكرسى موندريان، لم ينتشروا لجميع طبقات المجتمع ولكن لطبقة معينة من المثقفين، فلا يعتبره تولستوي فن.